القائمة الرئيسية

الصفحات

كل أحد قوله مردود إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم


الحمد لله الذي أكمل الدين، وأتم النعمة، والصلاة والسلام على من بعث رحمة وبعد.

يشيع في الناس ترديد مقالة نصها: 

كل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وغالبا ما تنسب هذه المقولة إلى مالك بن أنس رحمه الله، ويتبناها كثير من الناس غيره، فهل هذه المقولة صادقة، وهل أذن الله فيها؟!

إننا إذا رجعنا لوحي الله عز وجل قرآنا وسنة، نجد أن الله حذر من اتباع أي شيء سوى ما أنزل على عبده، وذلك في عدة مواضع منها قوله سبحانه:

﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون﴾

ونجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يغلق الباب أمام أي عمل، أيا كان، ما لم يأمر به في قوله: 

من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
الحديث وتخريجه هنا

بناء على ما سبق نستنتج أن المقولة سابقة خطأ، والصواب كل أحد قوله مردود إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو وحده الإمام الذي أمر الله الناس باتباعه حصرا، كما رأينا سابقا، وكل فعل لم يأمر به فهو مردود كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

إن هذه المقولة التي يقولها القائل نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بزعمه، هي في الحقيقة تكسر بيضة الدين، وتحوله من وحي من الله عز وجل قد كمل قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا اتجاهه غير السمع والطاعة، تحوله من ذلك إلى مجال مفتوح لقول كل قائل، بشرط أن لا يخالف هذا القائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو شرط مخروق بقوله غير قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث لا إذن له من الله عز وجل في أن يشرع من عنده.

للأسف بسبب هذه المقولة وغيرها كسرت بيضة الدين، وصار كل واحد يشرع ويدعي أنه بذلك غير مخالف لرسول الله صلى الله عليه وسلم رغم كونه أنشأ حكما جديدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله لصحابته رضوان الله عليهم، ولم يكن معروفا، وقد كمل الدين قبله، مثال ذلك قول المالكية أن الزيادة في الصلاة يلزم منها البعدي، والنقصان يلزم منه القبلي، وهذا الحكم بهذه الطريقة لم يكن معروفا إلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مردود بحديث رسول الله السابق، ولكن هيهات أن يقبل المالكية رده، فهو جزء من دينهم الذي ابتدعوا والذي تميزوا به.

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال