
نبدأ على بركة الله في مشروع لنتدبر القرآن الكريم بالاستعاذة من الشيطان الرجيم استجابة ﻷمر ربنا سبحانه وتعالى :
فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) النحل .
فنقول أعوذ بالله من الشيطان من الرجيم .
المعنى اللغوي :
أعوذ : من العوذ وهو الإلتجاء (القاموس المحيط)
فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم ألجأ إلى الله وأطلب حمايته من الشيطان الرجيم فالشيطان كله شر لذلك لم يقل أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم .
في السنة
ورد الأمر بالستعاذة من الشيطان الرجيم في صحيح البخاري في حديثين أولهما
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ (ح 3276)
والثاني
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلاَنِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ " فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ: وَهَلْ بِي جُنُونٌ (ح 3282)
نكتفي بهذا القدر ونبدأ في التدبر
التدبر
أولا أمر الله سبحانه وتعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن فعلينا أن نطيع أمر الله سبحانه وتعالى دون تردد .
ثانيا عندما نطرح السؤال لماذا أمرنا الله بالاستعاذة من الشيطان الرجيم بنية التدبر وليس بنية العناد والمكابرة، يمكن أن نجد أجوبة بناء على طبيعة قراءة القرآن كما سأبين :
قراءة القرآن عبادة من أجل العبادات فقد أمر الله بها وحث عليها رسوله حيث قال الله
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَمِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠) المزمل
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ» (ص البخاري خ 5013)
وبما أن الشيطان عودنا فهو سيحاول أن يثنينا أن نقرأ القرآن ما أمكن لذلك نستعيذ منه .
أمر آخر قراءة القرآن من الأعمال التي إن فعلت رياء كانت سبب في عذاب الله كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه برقم 1905 :
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ
مما سبق تستخلص أن الشيطان عدونا الذي لا يدخر جهدا في ادخالنا النار ولو بصالح الأعمال كقراءة القرآن بصرف نياتنا عن الله سبحانه وتعالى وهو أمر يقاسيه المؤمن ولا نجاة منه إلا بالاستعاذة من الشيطان الرجيم .
في الاستعاذة بالله من الشيطان تجرد وتبرأ من حولنا وقوتنا ولجوءنا إلى الله سبب في فتح خزائن القرآن ﻷن القرآن لا يفتح كنوزه لكل الناس كما بينت في المقال تدبر القرآن الكريم .
حتى لا يطول المقال أتوقف هنا وفي المقال القادم نتدبر بحول الله وقوته البسملة أول آية في سورة الفاتحة فاتحفونا بمشاركاتكم .
اللهم وفقنا لما تحب وترضى وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفحاول أخي الزائر أن تتدبر أمر الله بالاستعاذة بنفسك وستجد الخير الكثير إن شاء الله نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم
رمضان مبارك وشكرا على المقال في بعض الأحيان عندما يكون العبد خاطئا في أفعاله يلجئ إلى السب والكلام وخاصة في مجتمعنا العربي ولا يعلم أن الشيطان هو من يلعب لعبته فمهما كانت الظروف والأحوال نلجأ إلى سبحانه وتعالى ونستعيذ به من الشيطان الرجيم
ردحذف