القائمة الرئيسية

الصفحات


الحمد لله ولا نعبد إلا إياه والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

إن الداعية إلى الله عليه أن يكون أول من يطبق ما يدعو الناس إليه، فلا يكون كلامه في واد، وهو في واد آخر، فتلك ليست من سمات الأنبياء، حيث أخبر الله عن شعيب صلى الله عليه وسلم في قوله:

﴿قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾

كما أن الداعية فاكتفائه بالكلام دون العمل واقع في أبغض الأعمال إلى الله عز وجل حيث قال ربنا عز وجل: 

﴿كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾

كما أن الداعية بتكذيبه بلسان حاله لدعوته، أول من يصد الناس عنها ولو كانت دعوة حق، وهذا ملاحظ اليوم بشدة بين أكثر الدعاة حين نجدهم يحسنون القول ويسيئون الفعل ولا حول ولا قوة إلا بالله. 

إنطلاقا مما سبق، وحتى لا تكون ممن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه، فإننا أول المعنيين بالسير على خطوات إبراهيم صلى الله عليه وسلم التي ناقشناه أول سماتها في المقال السابق من هذه السلسلة، حيث بينا بعض الآلهة التي يعبد أقوامنا، وعلينا تأسيا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم أن نعلن لقومنا براءتنا من آلهتهم، ودعوتهم دعوة صريحة إلى الإسلام لله عز وجل، ونتحمل ما يتبع ذلك من عواقب. 

لذلك قمنا كما يظهر من المقطع المرئي أعلاه، بدعوة رئيس البلاد، فبدعوته نكون قد دعونا قومنا، فهو من يمثل كل الشعب، دعوناه إلى الإسلام لله عز وجل وحده، مبين معنى الإسلام الذي نعني - فهو يزعم أنه مسلم أصلا - وهو الخضوع لشرع الله وحده، كما بينا خلال وقفتنا أمام القصر الرئاسي الإسلام الذي ندعو إليه بكونه الإسلام الذي يرضي الله عز وجل، وليس الذي يرضي الكفار الغربيين. 

ذكرنا عدة مكفرات واقعة فيها الدولة الموريتانية من أهمها الخضوع والتذلل لهيمنة الكفار سياسيا ممثلين في الأمم المتحدة، واقتصاديا بالخضوع لصندوق النقد الدولي، وما يوجب الإسلام علينا من الكفر بكل طواغيت الأرض والإذعان لله القوي العزيز وحده.

رغبنا الرئيس في الإسلام لله عز وجل، وذلك بما يعنيه من خير الدارين له ولأمته، كما أنذرنا الرئيس عذاب يوم أليم، وذكرناه بحال من سبقه من الرؤساء الذين عبدوا الغرب سنينا، ثم تخلى عنهم بمجرد أن حدث انقلاب عليهم.

تلك هي أبرز النقاط التي وجهناها لرئيس البلاد، محاولين فيها تقفي أثر الأنبياء، نضعها بين أيديكم لتكسروا حاجز الخوف وتواجهوا الطواغيت مواجهة صريحة لا لبس فيها، لعل الله يهدي منهم من يشاء منهم، ومعذرة إلى ربكم، فالمؤمن بالله عز وجل لا يهين ولا يستكين كما مر معنا في شروط الإسلام في مقال المؤمن قوي بالله عزيز ، وهذه العزة تمنع المؤمن من سكوت على الكفر والعيش تحت سلطانه، فتحرر من خوفك وادع الناس إلى عبادة الله، وحده ولا تهتم للعواقب الدنيوية، فالدنيا ليست بدارك إن كنت مؤمنا، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. سؤال ماحكم إتباع جنازة المشرك هل هي صنف المعصية أم ناقضة للإسلام

    ردحذف

إرسال تعليق

فهرست المقال