القائمة الرئيسية

الصفحات

ملة إبراهيم عليه السلام

الحمد لله ولا نعبد إلا إياه والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

من نعم الله علينا التي لا تحصى ولا تعد أنه أنزل إلينا هذا النور المبين، الذي يزيل الريب، ويزيد الإيمان، لنهتدي به، ولننعم برحماته وبشاراته، ولنتعظ بعظاته، فبتدبره يزداد الإيمان ويقوى، وذلك أن أسلوب الوحي في تربية القلوب أسلوب عملي، واقعي يصارح النفس بما يخالجها ثم يعالجه فيبقي ما كان منه طيبا وينميه، ويزيل ما كان منه خبيثا فتصح الأنفس من عللها به، وتسمو بنور ربها، من ذلك أنه يعلمنا بالقصص والأمثلة الواقعية فيتحول النظري إلى واقع معاش بكل تفاصيله مما يجعل المؤمن على بصيرة من دربه، مدرك تماما للمحطات التي في انتظاره، كلما وصل محطة اطمئنت نفسه بأنه على الطريق الصحيح لما يرى من علاماته التي يعرفها مسبقا في كتاب الله، مثال ذلك الراحة النفسية العظيمة التي ولدها الابتلاء يوم الأحزاب في نفوس الصحابة، حيث أخبرنا الله عنهم في قوله :

﴿ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما﴾

فبالرغم من شدة البلاء، إلا أنه زادهم إيمانا لأنه علامة على الطريق الصحيح فقد كان عندهم وعد من الله في قوله: 

﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين﴾

فلما تحقق يوم الأحزاب اطمأنوا فقد تحقق لهم الوعد وهذا يعني أنهم في الطريق الصحيح، وازدادوا إيمانا لما يروا من صدق وعد الله.

إن الوحي كما أسلفت يربي النفس البشرية ويقوم اعوجاجها بأسلوب عملي وذلك من خلال القصص، وهذا هو ما سنتطرق له في هذه السلسلة، ففي المقالات السابقة تحدثنا عن الإسلام كما أنزل من رب العالمين نظريا، وتحدثنا عن مفاهيم هامة كالعبادة والتشريع وغيرها، ولكن كل ذلك كان نظريا، لذلك ونحن نسير مع الوحي نريد في هذه السلسلة أن نتحدث عن الإسلام كما أنزل عمليا، كيف نسلم ابتداء وما يقتضيه إسلامنا وما يواجهنا كل ذلك من خلال صور عملية واقعية تكون لنا نبراسا نهتدي به، وخير نبراس هو من جعله الله للناس إماما، أبونا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، حيث سنعيش مع إبراهيم في القرآن مثالا حيا للملة التي أمرنا باتباعها.

في هذه السلسلة سنبدأ إن شاء الله مع إبراهيم صلى الله عليه وسلم مع قومه وكيف تميز عن قومه ونقد تراثهم وبين بطلان آلهتهم، سنكون معه إن شاء في بحثه العقلاني عن الله عز وجل وكيف أن المشاهدات متغيرة مهما عظمت أمام الناظر وكيف يصل به الأمر إلى التوجه لفاطر السماوات والأرض. 

في هذه السلسلة إن شاء الله سوف نرى أهمية البراءة من المشركين في ملة إبراهيم وكيف أنها السمة الأبرز.

في هذه السلسلة إن شاء الله سوف نتعلم المعنى العملي للإسلام وما يترتب على الإيمان من معتقدات قلبية وأعمال بالجوارح 

في هذه السلسلة سنقف مع إبراهيم الداعية إلى الله إن شاء الله، لنتعلم منه أساليب الدعوة المرضية عند الله عز وجل. 

في هذه السلسلة سنرى إن شاء الله صورا عملية من الابتلاء على المسلم أن يستعد لها وهو يسير على أثر إبراهيم عليه السلام. 

كل ذلك وغيره سنتعلمه إن شاء الله من خلال تدارس الآيات التي تحدثت عن إبراهيم صلى الله عليه في القرآن، لنكون على بصيرة من أمرنا ولنتبع ملته كما أمرنا وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وإليه أنبنا.

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال