القائمة الرئيسية

الصفحات

عندما هجرنا تدبر القرآن المقال الثالث : الكذب على الله في التشريع


الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الرحيم مالك يوم الدين منزل الكتاب على عبده الصادق الأمين ليعبد وحده ويتبع وحيه وصلى الله على من أرسل رحمة للعالمين الذي بلغ البلاغ المبين فلم يبق خير إلا دل عليه ولا شر إلا حذر منه وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين وبعد

قبل قراءة المقال أود أن أقول أنني مدرك تماما لمدى الصدمة التي سيسببها لك هذا المقال أيها القارئ ، وما ذلك إلا لكون الإسلام كما أنزل صار غريبا مستهجنا من المنتسبين إليه أنفسهم، لذلك ففي الصدر سعة للنقاش العلمي مع طالب الحق وأعرض عن كل ناعق كما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه واتباعه .

حين قررت أن أكتب عن النتائج الوخيمة التي أصابتنا عندما هجرنا تدبر القرآن وجدت نفسي حائرا بين موضوعين أساسيين في القرآن أهملناهما عندما هجرنا تدبر القرآن أولها شرك الاتباع، والثاني شرك التشريع، وهما متلازميين وإن كان شرك التشريع ناتج عن شرك الاتباع، فالأولى بالتقديم شرك الاتباع ﻷنه الأصل ، ثم وجدتني في المقال الثاني قد عرفت الكذب على الله وشرك التشريع مندرج فيه، وشرك الاتباع ضلال محض مندرج في الكذب على الله ايضا ولكن بصورة أخفى ، وجدتني حائرا في أيهما أقدم ثم استقر بي المطاف أن أبدأ بشرك التشريع حتى يتمكن القارئ من تتبع السلسلة دون انقطاع مما يسهل عليه الفهم والاستفادة إن شاء الله .

في المقال الثاني من هذه السلسلة تحدثت عن الكذب على الله وخطورته وعقوبة صاحبه واليوم سنتحدث بإذن الله عن أحد أعظم المصائب التي وقعت فيها الأمة بعد أن هجرت تدبر القرآن ألا وهي شرك التشريع .

من يشرع؟

إن هذا السؤال قد يبدو بديهي لكل مسلم على فطرته، وقد يكون من المسلمات التي لا يصح الإيمان إلا بها، وهو بالفعل كذلك ولكنه سؤال جوهري ومصيري للأسف الشديد الغالبية الساحقة ممن نسيمهم علماء يجدون صعوبة في الإجابة عليه بصراحة ودون تردد والله على ما أقول شهيد .

إن الإجابة على سؤال من يشرع؟ هي الله حصرا وهذه الإجابة لا يمكن لمن لا يعرفها أن يكون مسلما أصلا ، حيث أنه ليس موحد ولا يقر لله بحقه في التشريع لعباده ، والأدلة عليها كثيرة جدا أستعرض بعضها فيما يلي:

الحمد لله رب العالمين : من معاني الرب المشرع الآمر الناهي.

إياك نعبد : أي انت وحدك من نعبد ومن معاني عبد أطاع.

أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢١)  الشورى
 الآية صريحة في كون التشريع حق لله وحده .

سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (١٤٨) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (١٤٩) قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّه َحَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١٥٠) الأنعام .

لاحظ شركهم بتحريمهم من دون الله ولاحظ وضوح الآيات في كون التشريع حق إلهي محض لا يدعيه إلا من نصب نفسه إلها للبشر .

إن الآيات التي تثبت حق التشريع لله وحده أكثر من أن يسعها مقال لذلك أتوقف عند هذا الحد ولننظر في حالة الأمة اليوم وكيف شاع فيها هذا الشرك البين الواضح لما هجرنا تدبر القرآن الكريم .

إنه من المؤسف المحزن أن تكون الأمة تتعترف بحق التشريع لغير الله سبحانه وتعالى، وأن يكون هذا الشريك مبهما في حد ذاته لا يمكن الوقوف عليه بالتحديد، مما يجعل وصف الآية "إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون" ينطبق تماما علينا ،فهؤلاء المشرعون يعترفون أن هذه المصادر التي سنتحدث عنها ظنية بحتة لا يجزمون على صحتها ولا صحة ما بني عليها من أحكام ، ومع ذلك هي مصادر للتشريع الإسلامي بزعمهم فأي سفه أسوأ من جعل الكذب مصدرا للتشريع (راجع مقال الكذب على الله حتى تعلم أن الظن كذب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم) .

 للأسف الشديد شاع بين الناس أن مصادر التشريع خمسة الكتاب والسنة والاجماع والقياس والاجتهاد، وهذه المصادر بستثناء الكتاب والسنة ليست من عند الله ولا أذن بها وإلا لما ميزت عن الكتاب والسنة، فالله لم يوحي على نبيه سوى الكتاب والسنة .

قبل البدء في مناقشة هذه المصادر بشكل مختصر مخافة التطويل أود أن أشير إلى أن الاجتهاد يتفرع عنه مصادر أخرى لانهاية لها وقواعد ألفتها عقول البشر بعدما أخضعوا الشريعة لعقولهم وهكذا انتهى بنا المطاف إلى آلهة لا حصر كل يشرع ما يراه ويزعم أن هذا شرع الله وما هو بشرع الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون.

الإجماع:

 هو المصدر الثالث للتشريع الإسلامي حسب زعم الكثير ممن نظهم علماء وهو مصدر مبهم مختلف في تعريفه أشد الاختلاف كل مشرع يعرفه حسب ما يرى ليمرر به تشريعاته ، ملخص تعريفاته أن المجتهدين أو بعضهم لهم الحق في أن يشرعوا أمرا لم يشرع الله فيه شيئا حسب زعمهم ، وهذا الملخص كفر بواح من وجهيين أولهما أنه يعطي حق التشريع لغير الله والثاني أنه يفيد أن الدين لم يكمل ويحتاج إلى اجتهاد المجتهدين ليزيدوا في تشرعاته مما ينافي نص القرآن الكريم .

لقد غاب عن هؤلاء أن رسول الله صلى عليه وسلم وهو من هو ليس الحق في أن يقول في الدين من نفسه وصرح بذلك في في كثير من الآيات منها 

وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) يونس 

قُلْ ماكُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَماأَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩) الأحقاف

وغيرهما فكيف بمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم نكرة لا يضر جهله ولا يفيد علمه؟

القياس:

حسب المشرعين الجدد فإن القياس الذي ابتدعوه ايضا أصل من أصول التشريع ومن المضحك المبكي أن تكون آية:

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (٢) الحشر

دليلا عليه، والاعتبار التعجب، فأين القياس في الآية الذي هو عند أهله إلحاق فرع باصل في الحكم لاشتراكهما في العلة، ثم كيف يغفل الله سبحانه وتعالى ورسوله الذي كلف بالبلاغ المبين عن بيان القياس والصالح منه وما الفاسد وكيف نقيس وما شروطه وهو مع ذلك مصدر من مصادر شرع الله؟

إن الاعتراف بالقياس أو الإجتهاد أو غيره من المصادر التي افتراها البشر ما أنزل الله بها من سلطان يلزم منه حتما عدم كمال الدين، ﻷن كل هذه المصادر لا يصار إليها بزعم أصحابها إلا بعد عدم وجود الحكم في الكتاب والسنة، ولا شك أن من يشك في أن الدين لم يكمل كافر خارج من الملة لتكذيبه لصريح القرآن.

الاجتهاد:

هو بالضبط القول على الله بغير علم، ﻷنه لا يجوز في حالة العلم لقولهم: "لا اجتهاد مع النص" وهذا يكفي لبيان بطلانه (راجع مقال الكذب على الله)

للأسف الشديد بلغت السفاهة بمن نظنهم علماء أنهم لم يكتفوا بشرك التشريع بل أعطوا لعقولهم منزلة فوق الله سبحانه وتعالى، وهذا أصلهم الاستحسان فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

وجه الكذب على الله في شرك التشريع 

إن وجه الكذب على الله في شرك التشريع يكمن في أن كل تلك الأحكام الباطلة التي تبنى على هذه المصادر تضاف لشرع الله ويطلق عليها أحكام الشريعة الإسلامية وماهي كذلك والله المستعان على ما يصفون.

مما يدمي القلب أن الكثير من شباب الأمة الصادقين يدفعون دماءهم رخيصة ﻹقامة شرع الله، حتى إذا من الله عليهم في بقعة ما سلموا الحكم لمن يظنونهم علماء، فحكموا فيهم بآراء البشر والكذب على الله، فكأنما حاربوا طاغوتا لينصبوا آخر، الفرق بينهما أن الأول صريح، والثاني كاذب على الله نسأل الله السلامة والعافية .

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ممن يتبعون أثر نبيه وقلوبهم راضية مطمئنة إنه القادر على ذلك وصلى الله على الصادق الأمين والحمد لله رب العالمين .
author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

6 تعليقات
إرسال تعليق
  1. خلال المقال حاولت قدر الإمكان الاختصار مخافة التطويل فنحن للأسف أمة لم تعد تقرأ وإذا قرأت إنما تقرأ ما يوافق هواها لذلك في التعليقات سأتناول الموضوع بشيء من التفصيل لعل الله ينير الطريق بهذه الحروف من يخاف عذابه، مع علمي الراسخ أن الهداية بيد الله وحده لا يمكن ﻷحد كائنا من كان أن يهدي من أضل الله

    ردحذف
  2. إن مصادر التشريع في الإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم عبارة عن مصدر واحد لا غير وهو الوحي بشقيه الكتاب والسنة والأدلة على ذلك كثيرة منها ما سقت في المقال ومنها أيضا قول الله سبحانه
    قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤٥) الأنعام
    لاحظ قوله لا أجد فيما أوحي إلي
    إذن كل مصدر للتشريع سوى الوحي المنزل على رسول الله هو باطل الآخذ به مشرك كائنا من كان ﻷنه نازع الله حقه في التشريع
    فيما سبق دليل على بطلان كل تلك الأصول التي ابتدعوها ومع ذلك سننقاشها ونناقش أدلة أصحابها حتى لا تبقى لك شبهة أخي الكريم

    ردحذف
  3. حين نستمع لمن لم يدركوا أن التشريع حق إلهي بحت نجدهم يقولون ان الله سبحانه وتعالى هو من أمرهم بان يجعلوا الأمة أو المجتهدين شريكا لله في دينه فتحقق فيهم قول الله
    وَإِذا فَعَلُوافاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٢٨) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) الأعراف
    وأي ظلم أكبر من أن تجعل لله ندا مبهما يشرع لك في دين الله وتدين الله بما لم يأذن به؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
    على العموم حين نستمع لهم نجد أقوى ما يستدلون به ليوهموا من كان أمره فرطا انهم على شيء وليسوا على شيء هو قول الله في سورة النساء
    وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ- مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى - وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى، وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً
    فجعلوا لجهلهم أن واو العطف للمغايرة وكأن الآية تتكلم عن أمرين منفصلين مشاقة الرسول من جهة واتباع غير سبيل المؤمنين من جهة أخرى وهذا عين السفه فالواو واو بيان أي أن من يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين في اتباع النبي صلى عليه وسلم سيصليه الله نار جهنم والعياذ بالله.
    ثم لو تنزلنا على قدر عقولهم وافترضنا أن الواو للمغايرة فهل من سبيل المؤمنين أن ينصبوا أنفسهم مشرعين مع الله يحلون ويحرمون ويستحبون ويكرهون في دين الله من دون الله ؟ معاذ الله بل سبيل المؤمنين الذي بينه القرآن هو التسليم والانقياد الأعمى ﻷمر الله ورسوله وهو المعبر بقول الله مخبرا عنهم في سورة البقرة
    وَقالُوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنا، غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
    فأين دليل في الآية على الإجماع؟!
    إن استدلالهم بجزء الآية دونها كلها ودون سياقها لشبيه باستدلال بعضهم على حرمة الصلاة بجزء الآية "فويل للمصلين" بل ربما أبشع فتوحيد الله وحده بحق التشريع أخذ مجمل القرآن المكي وبعض القرآن المدني الأمر الذي لم يختص به موضوع الصلاة في القرآن

    ردحذف
  4. إن الحجة الثانية للقائلين بالإجماع حديث ضعيف لم يأتي بطريق صحيح وهو "لا تجتمع أمتي على ضلالة" فانظر كيف سولت لهم أنفسهم أن يحعلوا الأمة شريكا لله في أخص حقوقه وهو التشريع لعباده ، وبنو ذلك على الأحاديث الضعيفة التي لا يثبت بها حكم فضلا عن مصدر من مصادر التشريع يبنى عليه آلاف الأحكام
    إنهم رغم ضعف حجتهم وبطلانها لم يتقيدوا بها ويكتفوا بها، فإجماعهم ليس إجماع كل الأمة ولا إجماع المجتهدين بزعمهم بل الحاضر منهم حصرا ، إنهم عرفوا الاجماع من انفسهم وجعلوا له شروطا من أنفسهم فحق فيه قول الله على لسان نبيه هود صلى الله عليه وسلم
    قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٧١) الأعراف
    فلا الله سمى الإجماع ولا القياس ولا الاجتهاد بل هي اسماء افتريناها بعدما انشغلنا عن ما كلفنا بما لم نكلف فالله لم يأمرنا إلا بالسمع والطاعة ولم يأمر بالاجتهاد في دينه أو التقول عليه أو تكميل دينه بل حذرنا من ذلك وتوعد مرتكبيه ولكن ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .

    ردحذف
  5. أرجوا التكلم في إجماع الصحابة بارك الله فيك

    ردحذف
  6. أولا ينبغي التنبيه على أن إجماع الصحابة رضوان الله عليهم هو الأصل واختلافهم هو الاستثناء واختلافات الصحابة قليلة جدا ومحصورة
    ثانيا ينبغي أن يفهم ان إجماع الصحابة على شكلين
    أولا إجماعهم على شرائع الإسلام التي نقلوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ثانيا اجماعهم على أمر تنظيمي لا علاقة له بالتشريع مثل جمع المصحف وتدوين الدواوين

    هذا هو ما نعرف في إجماع الصحابة وكما قلت الأصل في الصحابة الإجماع وليس الاختلاف.

    ردحذف

إرسال تعليق

فهرست المقال