القائمة الرئيسية

الصفحات

المؤمن قوي بالله عزيز

تمت مراجعة هذا المقال في المدونة الجديدة وعنونته ب:

عزة الإسلام

النسخة القديمة

الحمد لله معز المؤمنين، مذل المشركين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، ولا عدوان إلى على الظالمين وبعدها

حين يقرر المرء أن يسلم نفسه لله عز وجل قناعة كما رأينا سابقا، فإنه بقراره هذا يربط نفسه بالعزيز الجبار المتكبر، ومن ثم فإنه يعز ويقوى بالله، فهو منذ اتخذ قراره بالإسلام الله قرر أن لا يخضع إلا لله عز وجل، ولا يخشى إلا الله ولا يتوكل إلا على الله، فأنى له وهذه الحال حاله أن يخشى أو يخضع أويهن لغير الله عز وجل ؟!

هيهات … هيهات … فذلك ليس بخلق ولا يمكن أن يكون خلقا للمسلم لله حقا، ويتأكد ذلك يقول الحق سبحانه: 

﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾

نعم لا يجتمع إيمان بالله وهوان، فالإيمان بالله عز وقوة لصاحبه يستحيل معها الهوان.

لقد ذكر الله لنا في كتابه صورا من عز المؤمنين بالله، المتوكلين عليه، فقال عن نبينا صلى الله عليه وسلم 

﴿ … قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون﴾﴿إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين﴾

وقال عن والدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين خوفه قومه بآلهتهم 

﴿وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون﴾﴿وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون﴾

ليخلص أن الأمن إنما هو للمؤمنين الصادقين في إيمانهم 

﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾

كما نجده يتحداهم ويوبخهم حين أقام عليهم الحجة قائلا 

﴿أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون﴾

إن إظهار العزة وعدم الهوان للكفار وتحديهم وآلهتهم ليس عملا طائشا، أو ردة فعل ظرفية، بل هو سمة للمؤمن لا تفارقه خصوصا حين يكون وحده معدوما من الأسباب الدنيوية، ودليل ذلك هذا التحدي العجيب الذي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلوه علينا حين قال: 

﴿واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون﴾﴿فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين﴾

إن هذا التحدي العجيب الذي يتحدى به نوح قومه، يزول عجبه، إذا علمنا أن نوحا مؤمن بالله، متوكل عليه، فكيف لا يكون بهذه الثقة وهو متوكل على قيوم السماوات والأرض؟! 

تظهر هذه العزة أيضا في مؤمن أصحاب القرية، حين يعلنها صريحة لا لبس فيها

﴿إني آمنت بربكم فاسمعون﴾

نعم بكل ما تحمله الكلمة من معنى متحد لقومه الذين كذبوا الرسل، لذلك العزة شرط من شروط الإيمان، لا يمكن أن يتحقق بدونه، فلا تهن بعد اليوم إن كنت مؤمنا

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال