القائمة الرئيسية

الصفحات

مؤمن أصحاب القرية مثال يحتذى به في الدعوة


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله الأمين ..وبعد

كنا قد تكلمنا سابقا عن أمر إلهـي عظيم، وبينا كيفيته وماهيته، هذا الأمر أمرنا الله به في عدة آيات من القرآن

قال الله تعالى {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}

وقال ( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

وعرفنا أن الدعوة إلى الله واجبة ..

ولكن للأسف الشديد الكثير من الناس تجهل حقيقة هذه الدعوة، ترى الأنانية مستحوذة نفوسهم "أنا أعرف الحق وأنا مؤمن وهذا يكفي" !

إعلم إن كان هذا شعارك أنك آمنت حق الإيمان، وإلا لكنت دعوت إلى الإسلام، ولا يحق لك أن تكتم علما مما علمك الله، فما بالك بكتمان ماهو أعظم! [ دين الله ]

وهذا الرجل المؤمن الذي ذكره الله في القرآن خير مثالا لنا، ولم يذكره الله عبث في كتابه العظيم ..

أصحاب القرية عندما بعث الله فيهم رسولين فكذبوهم فعزز الله بثالث .. ثلاثة رسل إلى قومهم يدعون الى الله

 { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ }

إن اصحاب القرية واقع يشبه واقعنا كثيرا، فهم يعرفون الله وذلك بقولهم ماأنزل الرحمن ..

{ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ }

قومنا الآن يعرفون الله أيضا ويصومون ويصلون ..ولكنهم مشركون بالله.

قال الله تعالى { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }

فما بال هذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسابق الوقت "يسعى" على استعجال إليهم، يدعوا قومه ويذكرهم بالله ؟

 هم لم يقتنعوا بثلاثة رسل أتراهم يقتنعون بقول هذا الرجل؟

هذا هو المؤمن حق الإيمان، الذي أدى واجبه، وأراد النجاة مصداقا لقول الحق سبحانه :
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}

وأعلن الايمان { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ }{إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } 

 وهذه هي الدعوة الحقيقية والتي تكون بدون مداهنة تبين حقيقتهم، وواقعهم، وتدعوهم إلى الله

فنجد أيضا في خطابه لقومه اشفاقا عليهم فقد كان يهمه إيمان قومه، ويخاف عليهم عذاب النار، فماذا كان يرجوا إلا أن يؤمنوا بالله ويعبدونه وحده 

{ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }

وما جزاء الإيمان إلا جنة عرضها كعرض السماوات والارض اعدت للمتقين.

وما جزاء أن تعبد غير الله وتطيعه بدون بينة وتجعل له انداد وشركاء إلا جهنهم خالدا فيها مخلدا.

فاعتبروا يا أولي الأبصار هذا كتاب الله بين أيديكم فادعوه وحده، وادعوا إليه كما أمركم !!!

فلو أن أحدهم الآن في زماننا هذا، ورأى من يدعوا الى الله لاتّكل، ولكن الآن الشرك تفشى، والناس لا تعرف ما هو الإسلام،  والذين يعرفونه وادعوا اعتناقه كرهوا تكليف أنفسهم والدعوة إلى الإسلام ..

{ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } ويا قومنا اتبعوا من أرسله إلينا إتبعوا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، اتبعوه تفلحوا ففي هديه كل الفلاح والهداية!

رسول واحد بعثه الله لنا، أمرنا باتباعه وحده فلماذا نتبع غيره، ونجعل لنا إماما غير رسول الله؟ ألايكفينا هديه لنهتدي بغيره؟ ألا يكفينا القرآن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لنعكف على كتب ومثناة البشر التي تحرف الكلم عن مواضعه، والتي يتقول أصحابها على الله بالرأي؟

فهذه هي حقيقة الدعوة والإيمان تمثلت في هذا الرجل المؤمن من عدة نواحي.

وهي باختصار ان تدعوا إلى الله على بصيرة وبدون مداهنة،وإعلان الإيمان ونبذ الشرك والكفر بالله وترغب في الإسلام.

للزيادة حول الموضوع وحول كيف تكون دعوة أقوامنا اليوم نقترح عليكم هذا المقطع 




تعليقات

فهرست المقال