القائمة الرئيسية

الصفحات


الحمد لله الذي جعل كتابه هدى ورحمة وبشرى للمسلمين، والصلاة والسلام على من أدى البلاغ المبين، وعلى آله وصحبه وتبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

أبدأ على بركة الله مشروع لنتدبر القرآن الكريم، كما وعدت في المقال السابق، وذلك حتى نجني من فوائد القرآن ما شاء الله لنا، لنستنير بها في حياتنا، فالقرآن أنزل للعمل به، كما أني أسعى من خلال هذا المشروع إلى جعل هذه المدونة مكانا لقراءة وتدارس كتاب الله، فتتحقق فينا جميعا خصلتان أساسيتان من ثلاث خصال تستوجب الرحمة والسكينة وذكر الله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: 

 "وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ"

فإن فاتنا الاجتماع في بيت من بيوت الله، لم تفتنا تلاوة كتاب الله وتدارسه، نسأل الله العلي العظيم أن يتقبل منا جميعا، وأن يعلمنا القرآن ويوفقنا للعمل به، ويجعله حجة لنا يوم القيامة لا علينا.

 منهجية مشروع لنتدبر القرآن

سنبدأ مع بداية القرآن، آية، آية، في كل مقال نقف مع آية نجني من فوائدها العلمية، وما يترتب عليها عمليا ما شاء الله لنا، وذلك على النحو التالي : 

أولا استحضار النية

نستحضر نية التعلم من كتاب الله، وطلب الهداية فيه، فنحن حين نتدبره ليس ﻷجل نصرة رأي نعتقده، أو مذهب، بل طلبا للهداية، وتسليما بما فيه، وإلا فلن يفتح لنا القرآن كنوزه، كما بينت في مقال تدبر القرآن الكريم، لذلك نأتي للقرآن مسلمين أنه الحق المبين الذي لا حق سواه باستثناء ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه طوق نجاتنا الذي به فلاحنا في الدارين، لذلك نقبل مستحضرين أننا نبحث في القرآن عن نجاتنا من النار والفوز بالجنة .

ثانيا التعامل مع القرآن كرسالة خاصة إلينا

نتذكر أن القرآن مرسل إلينا نحن تحديدا، فالله أنزل به ملك مقرب على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم فبلغه، ثم حمله الصحابة ثم الأمة جيلا بعد جيل حتى وصل إلينا ، فلابد إذا من معرفة محتوى رسالة الله إلينا، والعمل بها، وإلا فهو الهلاك والخسران في الدارين، ﻷننا أعرضنا عن آيات ربنا لما جاءتنا كما قال الله سبحانه وتعالى :

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (٥٧) الكهف

ثالثا شرح غريب الكلمات 

حتى تصير الآية واضحة الدلالة لنا كما كانت واضحة تماما للصحابة رضوان الله عليهم، ونستعين في ذلك بالقواميس وبالقرآن نفسه، فهناك مفردات اختص بها القرآن، القواميس نفسها عالة فيها على القرآن نفسه، فنجد الكلمة في موضع، مبينة في موضع آخر، وهذه آية تضاف إلى الآيات الكثيرة التي تتحدث عن بيان القرآن ويسره.

 رابعا البحث عن ما قاله الله ورسوله في الآية

نبحث عن ما ورد من الآيات و الأحاديث الصحيحة في الآية التي بين يدينا فتكتمل الصورة ويتم المعنى ونتدبر على بصيرة من أمرنا .

خامسا جني الفوائد من الآية

بعد فهم الآية وهذا والحمد لله ميسور لبيان القرآن ويسره، نبدأ في تدبرها وجني الفوائد العلمية منها، وهي كثيرة جدا ولا ريب، هنا يمكنك أخي الكريم المشاركة فلربما فتح الله عليك ما لم يفتح لغيرك، لذلك أدعوك للمشاركة حتى يتحقق فينا تدارس كتاب الله، وذلك بكتابة تدبرك في تعليق جزاك الله خيرا.

بعد جنى ما شاء الله من الفوائد العلمية، يبدأ العمل، أي التطبيق العملي لما تعلمناه من الآية حتى تتحق الهداية فعلا ونكون قرآنا يسير على الأرض .

في المقال القادم نتدبر بحول الله الاستعاذة من الشيطان الرجيم والبسملة بصفتها أول آية في الفاتحة ، لذلك أدعوك أخي الكريم لتحضير مشاركاتك حتى تكون الاستفادة أعظم جزاك الله خيرا.

في الأخير نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى من قول وعمل وأن يبارك في هذا المشروع ويحعله خالصا لوجه الكريم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال