القائمة الرئيسية

الصفحات

انتبه !! فكتاب الله ليس القرآن فقط


لقد تمت مراجعة المقال في المدونة الجديدة وعنونته ب:

ما هو كتاب الله


النسخة القديمة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على الداعية إلى ربه بإذنه، والهادي إلى صراط مستقيم، وبعد

خلال بحثي في تاريخ فرق هذه الأمة تحضيرا لمقالي الموالي من سلسلة من القمة إلى الهاوية، استوقفني اتفاق الأقدمين والمعاصرين على إطلاق تسمية كتاب الله على القرآن وحده دون السنة الأمر الذي عنده تبعات كبيرة مؤثرة على مصادر التشريع فهل فعلا لفظة كتاب الله تعني القرآن وحده ؟! أم أنها تشمل السنة ؟! 

إن كلمة كتاب تعني في اللسان العربي ما استكتب بين دفتين أي الكتاب التقليدي الذي نعرفه، كما أنها تعني أيضا رسالة، وردت بهذا المعنى في قوله سبحانه:

﴿اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون﴾

أي اذهب برسالتي هذه.

تعني أيضا الحكم كما ورد في قوله سبحانه: 

﴿ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم﴾

فهل كتاب الله تعني القرآن فقط أم تعني رسالة الله التي أرسل إلينا فكلا المعنيين وارد في اللسان ؟! 

للإجابة على هذا السؤال نعود للقرآن نفسه، فحين نرجع إلى القرآن نجد ربنا عز وجل بين أن القرآن تفصيل الكتاب في قوله :

﴿وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين﴾

فثبت من خلال هذه الآية أن لفظة الكتاب إذا أتت معرفة بأل العهدية في القرآن يقصد بها رسالة الله التي أرسل إلينا والتي القرآن تفصيلها، ولا يقصد بها القرآن نفسه، وهذا المعنى يتأكد في قول الحق سبحانه: 

﴿ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين﴾

فالذي فيه تبيان كل شيء هو الرسالة مجتمعة، وليس القرآن وحده، فمعلوم أن جل الأحكام التفصيلية لم تأت في القرآن وإنما أتت في السنة. 

هذه الآية حين يمر عليها الذين يدعون أن الكتاب تعني القرآن وحده، يناقضونها فيقولون إن الله وضع القواعد الكلية ولم يفصل كل شيء في كتابه ويكذبون بذلك رب العالمين في هذه الآية التي نصت على أن الكتاب أنزل لبيان كل شيء وكل غارقة في العموم، وأكد الله على هذا المعنى في مواضع أخرى منها :

 ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون﴾

يؤكد على كون لفظة الكتاب في القرآن تعني الرسالة أيضا قوله سبحانه:

﴿وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون﴾

فمن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كثيرا مما في القرآن، مما يعني أن لفظة الكتاب في هذه الآية لا يمكن أن تكون القرآن وحده، فالقرآن لم يبين الكثير من مسائل الإختلاف وحسب، بل صار مصدرا لكثير من الخلافات التي بينتها السنة، لذلك لفظة الكتاب في هذه الآية لا تعني القرآن وحده، بل تعني كل الرسالة بشقيها القرآن والسنة والتي فيها بيان كل شيء.

إن اعتبار كتاب الله القرآن فقط دون السنة ليس فقط تجن على جزء من الرسالة، وإنما تجن على الرسالة كلها بما فيها القرآن، لأنه يستلزم من صاحبه تكذيب القرآن الصريح حين يذكر أن في الكتاب بيان كل شيء، واعتبار ذلك البيان إنما هو ضده، أي الإجمال دون التفصيل، وهذا ما سيمهد الباب لتقعيد الشريعة وعقلنتها كما حدث بالفعل في القرن الثاني الهجري كما سنرى إن شاء الله في المقالات القادمة بإذن الله.

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال