القائمة الرئيسية

الصفحات

لقد تمت مراجعة هذا المقال في المدونة الجديدة وعنونته ب:


كيف تثبت أن القرآن كلام الله وكيف ترد على الملحدين

النسخة القديمة

لقد ناقشنا في مقال سابق ماهية الإسلام وفي آخر شروط الإسلام، وخلاصة ما قلناه هو أن الإسلام تسليم النفس لله عز وجل بناء على أدلة وبراهين ساطعة، فلا يغني إيمان المقلد شيئا، لذلك ونحن نقدم الإسلام كما أنزل، علينا أن نثبت للقارئ بالدليل العقلي المحض صدق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في كونه رسول من عند الله وكون القرآن كلام الله.

قبل البدء، يجب التنبيه إلى أنني أكتب لصنف واحد من الناس، وهم الذين يبحثون عن الحق بتجرد، ويريدون أن يعبدوا ربهم على بصيرة، فهؤلاء وحدهم من أقصدهم بسطوري هذه، أما الذين فتنوا بفلاسفة الغرب الملاحدة، ورموا عقولهم في زبالات الأمم، واكتفوا بترديد أسامي أربابهم العجم، فهؤلاء لا أكتب لهم البتة، وليس ذلك تكبرا مني، وإنما لكونهم فقدوا عقولهم، فلا يحاورونك بما انتجته عقولهم، وإنما بكلام أسيادهم، ومن العبث أن تقنعهم أن لهم عقول عليهم أن يفكروا بها، لذلك لا أكتب لهم البتة.

إننا إذا أثبتنا أن القرآن كلام الله، نكون قد أثبتنا أن لهذا الكون خالقا، فرددنا على الملحدين، وأثبتنا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا نرد على بقية الكفار، ونكون قد أثبتنا أن الإسلام هو دين الحق، لذلك لا بد ونحن نؤسس لعقيدة صحيحة أن نثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القرآن كلام الله، وسوف أقدم نوعين من الأدلة العقلية على كون القرآن كلام الله. 

النوع الأول: الأدلة العامة

وهي الأدلة التي تصلح لكل البشر، ولا تحتاج أن يكون المرء متخصصا في مسألة ما، وسنذكر منها دليلين.

الدليل الأول: 

لنفترض أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس رسولا من عند الله، وأن القرآن لا يعدوا كونه من تأليفه، إذا حتما ولا بد أن يكون غيره قادر على أن يأتي بأحسن منه أو مثله على الأقل، فمحمد صلى الله عليه وسلم مهما بلغ يبقى بشر ونتاجه نتاج بشر واحد، سيكون نتاج مائة من البشر أحسن منه حتما، هذا أمر مؤكد ولا لبس فيه، فإذا أتى محمد صلى الله عليه وسلم بشئ وعجزت البشرية كلها على أن تأتي بمثله علم يقينا أنه ليس من عنده، ولا من عند البشر الذين هم عاجزين عن الإتيان به، فلم يبق غير خالق البشر قادر على أن يأتي به، وهذا لا مراء فيه ولا جدال.

لقد قدم القرآن هذا الدليل وصاغه في ألفاظ عجيبة بأسلوبه الفريد فقال : 

﴿وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين﴾

وقال : 

﴿أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين﴾

وقال : 

﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا﴾

هذا أسلوب التحدي، الذي انتهجه القرآن مع المخالف، يجعل هذا الأخير مجبرا على أن يأتي بمثل هذا القرآن أو يسلم إن كان طالبا للحق، وإلا اتضح أنه مكابر معاند متبع للهواه ليس إلا.

الدليل الثاني:

لنفترض أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو من ألف القرآن من تلقاء نفسه، إذا القرآن عمل بشري، ونظرا لكون البشر ناقصون فكذلك أعمالهم، لذلك لابد وحتما لابد من أن يكون القرآن فيه أخطاء وقابل للتطوير بصفته عمل بشري، فإذا اتضح أن القرآن الكتاب الكامل الذي لا يحوي أي خطأ أيا كان صغيرا أم كبيرا علم حتما أنه ليس من إنتاج البشر، وهذا ما بينه ربنا فقال: 

﴿أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾

﴿إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز﴾﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد﴾.

النوع الثاني: الأدلة الخاصة

وهي الأدلة التي تخاطب بعض الناس دون غيرهم نظرا لكونها تعطي معلومات لا يعرفها إلا أهل الاختصاص، وهي كثيرة جدا يصعب حصرها حيث أنه في كل مجال من مجالات الحياة والعلم يثبت القرآن فيه بالأدلة الدامغة أنه لا يمكن أن يكون إلا من عند خالق كل شيء العليم الحكيم. 

الدليل الأول:

من المعلوم أنه قبل ألف وأربع مائة عام لم تكن هناك ثورة تقنية كما هي الحال الآن، كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن طبيبا ولا ممرضا حتى، بل كان أميا صلوات الله عليه إلى يوم الدين، ومع ذلك نجده يخبرنا بتفاصيل تطور الإنسان في رحم أمه، وكأنه صاحب مجهر ومختبرات، وذلك حين بلغنا عن ربه قوله: 

﴿ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين﴾﴿ثم جعلناه نطفة في قرار مكين﴾﴿ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين﴾

فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا إن لم يكن رب العالمين؟ لا يملك المرء إن كان له أدنى ذرة من الإنصاف إلا أن يذعن ويسلم بأن القرآن كلام الله.

يمكنني أن أسترسل وأذكر آلاف الأدلة العقلية التي حواها القرآن، فهي أكثر من أن تحصى أو تعد، ولكني أكتفي بهذا القدر، وأحث القارئ على تدبر القرآن، واستخراج الأدلة بنفسه، لأن ذلك أنفع الإيمانه.

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

7 تعليقات
إرسال تعليق
  1. بارك الله فيك .. لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا .. الحمد لله على نعمة الاسلام والقرأن الكريم كل شيء موجود في المصحف.

    ردحذف
    الردود
    1. في القرآن بعض الرسالة التي أرسل بها محمد صلى الله عليه وسلم، وفي السنة البعض الآخر، لأن الله أوحى إلى نبيه كلا من القرآن والسنة

      حذف
  2. بحسب القرآن أنه محفوظ من التحريف والتبديل، وهذا لا شك أنه غير صحيح فلقد تطورت كتابته، فكتب أول الأمر بغير نقط ثم أضيفت النقاط ثم أضيف التشكيل بعد ذلك، وهذا لا شك ضياع لكثير من الكلمات التي ربما تغيرت لما وضعت النقاط مما يعني أن إحتمال تغيير الكثير منهم وقد تم ذلك بالفعل بالنظر في اختلاف القراءات

    ردحذف
    الردود
    1. القرآن محفوظ في الصدور وإضافة النقاط والتشكيل حتى يسهل على الأعجمي قراءته وليست لحفظه فهو يتعلم بالتلقين والتكرار ولم ينزل مكتوبا من السماء كما هي الحال في التوراة لذلك ليس في إضافة النقاط دليل على انه غير محفوظ

      حذف
    2. بالنسبة لاختلاف القراءات فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل على سبعة أحرف وهذا من كمال القرآن واتساعه وليس من باب التعارض والاختلاف

      حذف
  3. فماذا لو كان القران من كلام محمد بن عبد الله بنفسه و لكن محمدا نفسه لم يكن من البشر بل كان خلقا من خلق الله مقربا من الله اكثر من غيره و ارسله الله الى الناس بالطريقة نفسها التي يتوالد و يتكاثر الناس بها حتى لا يستغربونه و يستغربون امره و ليحق القول و الحجة بالامتحان عليهم و الله خوله بتاليف القران لهم لان الله يعلم ان محمدا لن يكتب و لن يقول الا ما شاء الله و الا ما لا يخالف الله في شانه و خلقه.
    ما رايك هنا

    ردحذف
    الردود
    1. هذا الكلام مجرد إحتمال عار من الدليل، وكل كلام عار من الدليل لا قيمة علمية له، والاحتملات لا حصر لها

      حذف

إرسال تعليق

فهرست المقال