القائمة الرئيسية

الصفحات


الحمد لله الذي أكمل الدين وأتم النعمة، وأرسل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للأمة وبعدها
لقد بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم في وسط قوم يعيشون أشد أنواع الجاهلية ظلمة وحلكة، فقد كانوا يئدون بناتهم، ويأكلون الميتة، وينكحون أمهاتهم، فحول الله من قبل منهم رسالة الإسلام، إلى أرقى شعب عرفته البشرية، في ظرف وجيز فكيف تم ذلك؟ 
مما لا شك فيه أن هذا التحول الذي حدث، إنما كان بسبب الوحي الذي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والطريقة التي تعامل بها الصحابة رضوان الله عليهم معه بها، فتلك الطريقة هي التي جعلتهم خير أمة أخرجت للناس، وهي التي نفتقد في زماننا هذا، لأن الوحي لا يزال موجودا ولكننا بخلافهم نتجرع الذلة والمهانة كل حين، لذلك سنحاول في هذه السطور بيان كيف تعامل الصحابة مع الوحي.
إن الصحابي قبل الإسلام كان ذلك الجلف المشرك الذي لا يعرف من علوم الآلة شيئا سوى لسان العرب، فهو لم يكن يعرف مما يسمونه بعلم الأصول شيئا، وكان يسمع القرآن فيسلم لنفاذ نور الإيمان إلى قلبه، وبعد إسلامه يظل يتعامل مع القرآن بنفس الطريقة، أي أنه يفهمه بما دلت عليه ألفاظه في لسانه، يجده بينا يسيرا خالي من التعقيد، والدليل على هذا ما نجد في كتب السنة من الأحاديث الصحاح التي تبين أن الصحابة إنما كان يتعاملون مع الوحي بحسب ما دلت عليه ألفاظه في لسانهم، ومن تلك الأمثلة الكثيرة نورد هذه الأحاديث التالية
ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ، ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻳﻘﻮﻝ:
«ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ ﺃﻛﺜﺮ اﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎﻻ ﻣﻦ ﻧﺨﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺃﻣﻮاﻟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻴﺮﺣﺎء، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ، ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻴﺐ، ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ} 
ﻗﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻥ اﻟﻠﻪ، ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻳﻘﻮﻝ: {ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ}، ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺐ ﺃﻣﻮاﻟﻲ ﺇﻟﻲ ﺑﻴﺮﺣﺎء، ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺻﺪﻗﺔ ﻟﻠﻪ، ﺃﺭﺟﻮ ﺑﺮﻫﺎ ﻭﺫﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻓﻀﻌﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﺃﺭاﻙ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺑﺦ، ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻝ ﺭاﺑﺢ، ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻝ ﺭاﺑﺢ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻗﺮﺑﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ: ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺴﻤﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ، ﻭﺑﻨﻲ ﻋﻤﻪ»
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻃﻠﺤﺔ ﺃﺗﻰ اﻟﻦﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻟﻦﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻣﺎﺫا ﺗﺮﻯ؟ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻗﺎﻝ: {ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ}، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﺎﻝ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻲ ﺑﻴﺮﺣﺎء، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺗﻘﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺑﺦ، ﺑﺦ، ﺑﻴﺮﺣﺎء ﺧﻴﺮ ﺭاﺑﺢ، ﻓﻘﺴﻤﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺪاﺋﻖ» 
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ (1) (2845). ﻭﺃﺣﻤﺪ 3/141 (12465) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭﻓﻲ 3/256 (13723) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻔﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﻤﺎﻡ. ﻭ«اﻟﺪاﺭﻣﻲ» (1778) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭ«اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ» 2/119 (1461) ﻭ4/6 (2752) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺎﻟﻚ. ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻋﻘﺐ (1461): ﺗﺎﺑﻌﻪ ﺭﻭﺡ، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ: «ﺭاﺋﺢ». ﻭﻓﻲ 3/102 (2318) ﻭ6/37 (4554ﻣ) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ. ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻋﻘﺐ (2318): ﺗﺎﺑﻌﻪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﻭﺡ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ: «ﺭاﺑﺢ». ﻭﻓﻲ 4/11 (2769) ﻭ7/109 (5611) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ. ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻋﻘﺐ (2769): ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ: «ﺭاﻳﺢ»، ﻭﻋﻘﺐ (5611) ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ: «ﺭاﻳﺢ». ﻭﻓﻲ 6/37 (4554) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺎﻟﻚ. ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﺭﻭﺡ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ: «ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻝ ﺭاﺑﺢ». ﻭ«ﻣﺴﻠﻢ» 3/79 (2278) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭ«اﻟﻦﺳﺎﺋﻲ»، ﻓﻲ «اﻟﻜﺒﺮﻯ» (11000) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻌﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭ«اﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ» (2455) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﻔﻮاﻥ اﻟﺜﻘﻔﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﻬﺰ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﻤﺎﻡ. ﻭ«اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ» (3340) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭﻓﻲ (7182) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ.
ﻛﻼﻫﻤﺎ (ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﻫﻤﺎﻡ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ) ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ، ﻓﺬﻛﺮﻩ.
انظر إلى تعامل طلحة رضوان الله عليه مع الآية، تعامل مباشر، ومسارعة في الخير. 
ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻗﺎﻝ:
«ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ} ، ﺷﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﻳﻨﺎ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﺬﻱ ﺗﻌﻨﻮﻥ، ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮا ﻣﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ: {ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ} ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺮﻙ».
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ}، ﺷﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﺃﻳﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻨﻮﻥ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ: {ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}»
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ: {اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ} ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻳﻨﺎ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ؛ {ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ} ﺑﺸﺮﻙ، ﺃﻭﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮا ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ: {ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}»
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ: {اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ} ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻳﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﻈﻠﻢ؟ ﻓﻨﺰﻟﺖ: {ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}»
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ: {اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ} ﺷﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻳﻨﺎ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺮﻙ، ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮا ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻈﻪ: {ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}»
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ 1/378 (3589) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ. ﻭﻓﻲ 1/424 (4031) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻧﻤﻴﺮ. ﻭﻓﻲ 1/444 (4240) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ. ﻭ«اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ» 1/15 (32) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ (ﺣ) ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﺸﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ. ﻭﻓﻲ 4/141 (3360) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ. ﻭﻓﻲ 4/163 (3428) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ. ﻭﻓﻲ (3429) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ. ﻭﻓﻲ 6/56 (4629) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺪﻱ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ. ﻭﻓﻲ 6/114 (4776) ﻭ9/13 (6918) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ. ﻭﻓﻲ 9/18 (6937) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻭﻛﻴﻊ (ﺣ) ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ. ﻭ«ﻣﺴﻠﻢ» 1/80 (242) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻭﻛﻴﻊ. ﻭﻓﻲ (243) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﺸﺮﻡ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ، ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ (ﺣ) ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻨﺠﺎﺏ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﻣﺴﻬﺮ (ﺣ) ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ. ﻭ«اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ» (3067) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﺸﺮﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ. ﻭ«اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ» ﻓﻲ «اﻟﻜﺒﺮﻯ» (11101) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ. ﻭﻓﻲ (11326) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﺸﺮﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ. ﻭ«ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ» (5159) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ. ﻭ«اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ» (253) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻓﻴﻞ اﻟﺒﺎﻟﺴﻲ، ﺑﺄﻧﻄﺎﻛﻴﺔ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻛﺮﻳﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ.
ﺗﺴﻌﺘﻬﻢ (ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ اﻟﻀﺮﻳﺮ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﻤﻴﺮ، ﻭﻭﻛﻴﻊ، ﻭﺷﻌﺒﺔ، ﻭﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ، ﻭﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻭﺟﺮﻳﺮ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻬﺮ) ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻓﺬﻛﺮﻩ.
انظر كيف تعامل مع الصحابة رضوان الله عليهم مع الآية على ظاهرها، وشق عليهم ظاهرها، لأن ظاهر الآية يشمل كل أنواع الظلم، والحمد لله أن خصص الله لهم الظلم بالشرك.
إنما ما نريد أن نثبته من خلال هذين الحديثين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتعاملون مع الوحي بحسب دل عليه ظاهر ألفاظه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ويقرهم على ذلك. 
إنه ما لم نتعامل مع الوحي بنفس أسلوب الصحابة رضوان الله عليهم، لن يؤتي الوحي ثماره فينا كما أتى أكله في جيل الصحابة، وسنظل نقبع في الظلمات دون أدنى استفادة من النور الذي أنزل إلينا ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. السلام عليكم
    بارك الله فيك يا اخي لم تكن لدي هده المعلومات في عقلي اد لو ماتعملنا مع الوحي بطريقة الصخابة رضي الله عمهم لن يؤتي الوحي ثماره فينا كعصر الصحابة
    ملاحضة : انا اخوك من الجزائر ضعيف قليل في اللغة العربية

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام
      شكرا لك على طيب كلماتك

      حذف
  2. السلام عليكم
    بارك الله فيك يا اخي لم تكن لدي هده المعلومات في عقلي اد لو ماتعملنا مع الوحي بطريقة الصخابة رضي الله عمهم لن يؤتي الوحي ثماره فينا كعصر الصحابة
    ملاحضة : انا اخوك من الجزائر ضعيف قليل في اللغة العربية

    ردحذف

إرسال تعليق

فهرست المقال