القائمة الرئيسية

الصفحات

يعتبر الكثير من الناس التكفير إساءة عظيمة في حقهم موجب العداء لمن كفرهم، وذلك لما يعنيه التكفير من تسفيه لمعتقد المكفر ولما يدين به، ولذلك كانت ردة فعل أقوام الرسل على رسلهم التكذيب والعداء كما أخبر ربنا عز وجل في قوله : 
﴿قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون﴾
فقوم الرسل لا ينكرون الله بل يسمونه بالرحمن، ولكنهم يكذبون رسلهم، ويعتبرون أنهم هم الذين على الحق، وأنهم أقرب الله عز وجل، كما بين ربنا عز وجل حكاية عنهم في قوله 
﴿وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون﴾.
إن هذا التعصب وردة الفعل العدائية هي التي تحول غالبا دون اعتناق الإسلام، ولذلك نجد الرسل يحاولون احتواء تلك المشاعر العدائية ببيان أنهم ناصحون وخائفون على المدعو من عذاب يوم أليم، كما أخبرنا ربنا عنهم في عدة مواضع منها: 
﴿لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم﴾﴿قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين﴾﴿قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين﴾﴿أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾﴿أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون﴾
فدوما ما يبين الرسل أن تكفيرهم لأقوامهم مرده النصح لهم والخوف عليهم من عذاب الله يوم القيامة، وهذا هو الواقع فعلا فإذا أخبرك أحدهم بأنك كافر، فهو يخبرك بحكمك الشرعي بحسب ما يستند عليه من أدلة، وقد يكون مصيبا وتكون كافرا فعلا، فتتدارك نفسك قبل فوات الأوان، وقد يكون مخطئا فتبين له خطأه، فالتكفير إذا ليس إساءة كما يتبادر بكثير من الناس، وإنما نصيحة قد تكون صادقة، وقد تكون خاطئة.
إن الذين يعتبرون التكفير إساءة لمن يكفر وليس نصحا، يجهلون كتاب الله عز وجل، فالله يأمر بالعدل والإحسان 
﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾
ويأخذ الميثاق على المؤمنين بالقول الحسن للناس والناس عامة تشمل المؤمن والكافر.
وقولوا للناس حسنا 
فلو كان تكفير الكفار منافيا للإحسان الذي يأمر الله به لما أمر الله المؤمن في قوله 
قل يا أيها الكافرون 
لذلك عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويعلموا أن تكفير الكفار نصيحة لهم وخوفا عليهم حتى يتداركوا أنفسهم.
author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

فهرست المقال