القائمة الرئيسية

الصفحات

لقد تمت مراجعة هذا المقال في المدونة الجديدة وعنونته ب:

ماهي رسالة الإسلام

النسخة القديمة

قد يبدو للوهلة الأولى من نفل القول الحديث عن ماهية رسالة الإسلام لأمة تنتسب لهذا الدين، لكن عند تدقيق النظر نجد أن الحاجة ملحة جدا لتعريف ماهية رسالة الإسلام وتمييزها، وذلك نظرا لكون علماء الأمة المعروفين دوليا يرون رسالة الإسلام مزيج بين قطعي يتألف من الوحي والإجماع وبين اجتهادي غير محصور كما صرح بذلك ولد الددو في برنامج المقابلة مع علي الظفيري عندما سأله هذا الأخير عن عقيدته السلفية (تجدون المقابلة على اليوتيوب).

إذا معرفة ماهية رسالة الإسلام، وما الذي يمثله قول الصحابي فيها، وما الذي يمثله اجتهاد العلماء فيها، ملحة للغاية ليس فقط العامة بل للخاصة لذلك أقول : 

إن الله أرسل رسولا واحدا إلينا هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم برسالة واضحة محصورة في القرآن وما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، وقد اكتملت هذه الرسالة قبل وفاته صلى الله عليه وسلم، يجدها المؤمن بينات وهدى كما نص على ذلك رسول الله عليه وسلم في حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها حيث قال أن المؤمن يقول حين يسأل عنه صلى الله عليه وسلم: 

"ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺟﺎءﻧﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭاﻟﻬﺪﻯ، ﻓﺄﺟﺒﻨﺎ ﻭﺁﻣﻨﺎ ﻭاﺗﺒﻌﻨﺎ" .

ما عدى ذلك ليس من رسالة الإسلام التي أرسلت إلينا قولا واحدا، وهذا يجب أن يكون واضحا جدا للمرء قبل أي شيء، فقول الصحابة ليس من رسالة الإسلام، وإجماع أهل الأرض كلهم ليس من رسالة الإسلام، واجتهادات المجتهدين ليست من رسالة الإسلام، لأن رسالة الإسلام هي وفقط هي ما أوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

إننا إذا أدركنا ماهية رسالة الإسلام، اتضح لنا أمر في غاية الأهمية ألا وهو أن تراث أربعة عشر قرنا بكل ما فيه باستثناء الوحي، ليس من رسالة الإسلام في شيء، كما اتضح لنا أمر آخر في غاية الأهمية ألا وهو أن رسالة الإسلام نصوص قائمة بذاتها لا يزيدها اعتناق الناس لها، ولا ينقصها أن يكفر الناس بها، فهي تستمد قوتها من كونها رسالة رب العالمين الخاتم إلى الثقلين. 

إننا لا نملك خيارا أمام رسالة الإسلام سوى التسليم والإذعان رجاء المغفرة والرضوان، فليس لنا الحق في الزيادة عليها أو الانتقاص منها، أو العمل ببعضها دون بعض، بل يجب علينا أن نسلم تسليم منشرح الصدر بها لقوله سبحانه : 

﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾

كما بينا في مقال شرط التسليم

للأسف الشديد رغم وضوح ما سبق، نجد أن القلة من تدركه، وتتعامل مع الإسلام على أساس أنه رسالة محصورة في الوحي قرآنا وسنة، حيث أن أغلب الناس يرى الإسلام ميراث أربعة عشر قرن يتزايد مع الزمن، كل ما مرت تقادمت حقبة من الزمن ازداد تراثها قداسة في نظر الناس، من ذلك المذاهب التي بدأت منبوذة في عصرها، ولكنها تحولت مع مرور الزمن إلى جزء أساسي من الدين لا يمكن تصور الإسلام من دونه عند الناس اليوم، فالواحد منهم لا يتصور أن يكون المرء بلا مذهب يتبعه، لأن الإسلام في نظره ليس رسالة كملت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما تراكم التراث عبر العصور.

في الغالب عند النقاش مع هؤلاء والقول لهم أن الدين كمل قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يردون ومن أوصل لكم الدين ؟! 

وهو سؤال غريب لا علاقة بالموضوع وبالرغم من ذلك نقول أوصله فلان وفلان، فهل نتبع فلان أم الرسالة التي وصلتنا؟! 

إن هؤلاء يتركون الرسالة ويتمسكون بمن أوصل لهم الرسالة، لأن دينهم في الحقيقة تقليد آباءهم وليس قناعة برسالة الإسلام، فهم قلوبهم غلف كما سبق وبينا في مقال عندما هجرنا تدبر القرآن قلنا قلوبنا غلف .

author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. مقال جميل جدا يوضح رسالة الاسلام فا الاسلام اغظم رسالة نزلت علي لارض و هو نزل علي سيدنا محمد اشرف خلق الله و صحيح ان اعتناق الناس للاسلام او عدم اعتناقة لاينقص من منه شي فهو اكبر من كل شي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لتفاعلك الطيب ومرورك أخي الكريم

      حذف

إرسال تعليق

فهرست المقال