القائمة الرئيسية

الصفحات

مشروع لنتدبر القرآن الكريم : البسملة

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلي يوم الدين وبعد 

نواصل على بركة الله مشروع لنتدبر القرآن الكريم راجين من الله من أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه من قول وعمل ونستعيذ به من أن نقول عليه ما نعلم ، نبدأ اليوم مع أول آية من سورة الفاتحة بعدما تدبرنا أمر الله بالاستعاذة عند قراءة القرآن، فنقول مستعينين بالله : بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم 

اللغة :
 من الناحية اللغوية فالآية بينة ليس فيها ألفاظ غريبة تستدعي الشرح ولله الحمد ، ومن ناحية الإعراب فالآية شبه جملة في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقدره "أقرأ" أو "أبدأ"  والله أعلم .

التدبر
قبل أن تواصل في القراءة أدعوك أخي الكريم أن تكرر البسملة عدة مرات متأملا فيها فالهدف ليس أن تقرأ تدبرنا وحسب بل الهدف الأهم أن تتدبر أنت أيضا ﻷن الله أمرك به وإليك هذا المقال ليعينك على التدبر
بسم الله الرحمن الرحيم .... بسم الله الرحمن الرحيم .... بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم أول آية نقرأها في كتاب الله تعالى فلماذا ؟ وما الهدف من ذلك ؟

أولا اسم الله ليس مجرد لفظ بل هو الوسيلة لدعاء الله كما قال الله سبحانه وتعالى :

"ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" الأعراف

كما أنه أيضا الوسيلة لقراءة القرآن فأول ما نزل من القرآن هو قول الله سبحانه وتعالى :

"إقرأ بسم ربك الذي خلق" العلق

إذن حين نقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ويكون الخبر هو أقرأ أي بسم الله الرحمن الرحيم أقرأ فنحن حينئذ نقوم بأمرين هامين جدا وهما :

أولا أننا نطيع أمر الله بالقراءة في سورة العلق فنكون بذلك نبدأ قراءة القرآن بطاعة أمر قراءة القرآن وهو أمر عظيم جدا ، حيث نبدأ عبادة قراءة القرآن بطاعة أمر رباني فتجمع لدينا عبادتين في آن واحد قراءة القرآن وقراءته بسم الله كما أمر ربنا في سورة العلق .

الأمر الثاني والمهم جدا وهو أهم مفاتيح تدبر القرآن هو أننا نعيش بقولنا بسم الله الرحمن الرحيم تجربة بدأ الوحي في غار حراء ، فنحن حين نقرأ القرآن بسم الله نطيع أمر أول أوامر الله لنا ، هذا البعد هام جدا فنحن بذلك سنشعر فعلا أن القرآن أنزل إلينا بمعنى أنه كما أنزل على محمد صلى عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام ، أنزل إلينا بواسطة جبريل عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم فهو هو تماما لم يغير فيه حرفا صلى الله عليه وسلم ، ولذلك نجد أنفسنا تماما في نون الجماعة حين نقول طاعة ﻷمر ربنا : "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا" الآية سورة البقرة .

بسم الله الرحمن الرحيم ....  بسم الله الرحمن الرحيم ..... بسم الله الرحمن الرحيم...

اختار الله اسمين من اسماءه الحسنى لتعريف به في البسملة وهما الرحمن الرحيم فلماذا ؟

إن القرآن رحمة للمؤمنين كما تبين الآيات الكثيرة وإن فرصة قراءته لفرصة كبيرة ورحمة عظيمة ، فأي نعمة تلك التي وهبك الله حين أذن لك ووفقك لقراءة القرآن ؟ لو أدركت أن القرآن ليس كتاب عالم ولا علماء اجتمعوا عليه ولا حتى كتاب نبي ولا حتى كتاب كتبه كل الأنبياء بل هو أعظم من ذلك إنه كتاب الله سبحانه وتعالى خالقك وخالق الكون وخالق كل شيء لو ادركت ذلك وأدرك مدى ضآلتك في هذا الكون ثم تأملت في كونك مع عظم الله ومع صغرك إلا أن الله وفقك لقراءة كتابه ﻷدركت عظم النعمة التي أنت فيها حيث أنك قارئ لكتاب الله وأن الله أنزل إليك كتابه ، من هنا تدرك أن الله رحمن بالناس حيث أرسل إليهم كتابه ورحيم بك إذ وفقك لقراءة كتابه.

هذا ما من الله علي به من تدبر البسملة وبالتأكيد ليس هذا إلا قطرة من بحر الفوائد التي تحويها البسملة فعليك بتدبرها فهي أول آية في القرآن الكريم .

في المقال القادم بإذن الله نتدبر قول الله "الحمد لله رب العالمين"نسأل الله لي ولك التوفيق والرشاد وأن يتقبل مني ومنك صالح الأعمال ويتجاوز عن سيئها إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. واو ، هذه خدمة رائعة ومثيرة للإعجاب حقًا. شكرا جزيلا أنا هذا أكثر فائدة لي أعتقد أنه مفيد جدا. شكرا جزيلا لك

    ردحذف

إرسال تعليق

فهرست المقال