القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسلام كما أنزل الدرس الخامس : أحكام النوم

نقدم في هذا الدرس جملة من أحكام الطهارة المتعلقة بالنوم والاستيقاظ، وكما سترى أخي القارئ أن رسول الله صلى عليه وسلم فصل كل شيء لدرجة تجعل متبعه على النور المبين الذي لا يحتاج بعده إلى بيان أو تفصيل.

قبل سرد الأحاديث الصحاح أود ان أنبه على أن المؤمن لا خيار له حيالها سوى السمع والطاعة دون تردد أو شك، أما الذين في قلوبهم مرض فهذه الأحاديث ستزيدهم في مرضهم وشكهم فيحرفونها بعدما عقلوها والعياذ بالله .

الأحاديث

الحديث الأول

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ " رواه البخاري .

الحديث الثاني

عن البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ " فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. قَالَ: لاَ، «وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ» رواه البخاري .

الحديث الثالث

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» رواه البخاري .

الحديث الرابع

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ» رواه مسلم .

تعليق

أخي القارئ بعدما قرأت أحاديث رسول الله اسأل نفسك هل بعد هذا البيان تحتاج إلى بيان ؟ هل ترك رسول الله صلى عليه وسلم شيئا من الدين لم يبينه ؟ وبعد الإجابة بالنفي طبعا سل نفسك لماذا كل هذا الخلاف التي تعيش فيه الأمة منذ عصور ؟ ولن تجد جوابا سوى أنه بغي منا وإليك الدليل

حديث البراء بن عازب صريح في أمرين هامين جدا، أولهما أن الوضوء عند النوم أمر به رسول الله ولا سبيل لنكران ذلك مطلقا، والمؤمن حيال أمر رسول الله لا خيار له سوى السمع والطاعة.

الأمر الثاني أنه لا يحق لنا سوى السمع والطاعة حرفا بحرف فحتى تبديل كلمة نبي برسول لم يقبلها رسول الله صلى عليه وسلم، وفي هذا فائدة عظيمة جدا وهي أنه لم نكلف سوى السمع والطاعة وفقط السمع والطاعة فهل من سامع مطيع؟

للأسف الشديد بدأ الخلاف حين بدأنا نبحث فيما لم نكلف به بغيا منا فبدل طاعة رسول الله في حديث البراء، بدأنا نبحث عن مسوغات لمعصيته، فافترينا على الله كذبا حين قلنا أن الأمر هنا ليس للإلزام ، ودليل كذبنا هو أننا لا نقطع بأنه غير ملزم وهذا عين الكذب الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
إياكم والظن فإن أكذب الحديث الظن .

أكتفي بهذا وما وقعت فيه الأمة من خلافات في الحديثين الأخيرين سببها البغي حيث نبحث فيما لم نكلف به ونترك ما كلفنا به كما فعلنا مع حديث البراء.

الدرس السابق

نشر بتاريخ : 13 ربيع الثاني 1438
author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال