القائمة الرئيسية

الصفحات


الحمد للـه { الَّذِي خَلَقَ الْمَـوْتَ وَالْحَيَـاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } ونشهد أن لا إلـه إلا اللـه { هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } ..وبعد :

إن كثير من الناس أشربوا حب الدنيا في قلوبهم على الآخرة، تراهم ينفقون في سبيلها كل شيء لنيل زهرتها، والعيش فيها برخاء ورغد ولو على حساب دينهم!

فإننا ندعوا الناس إلى الإسلام الحق ولكن أكثرهم معرضين، فلنذكر هؤلاء حقيقة الدنيا التي استحبوها على الآخرة وركدوا عن العمل لها، حتى ادعياء التوحيد! 

لينتفع المؤمن الذي يخشى الله، و لعل الغافلون الذين اشربوا حب الدنيا في قلوبهم يفيقوا من سكرتهم، ويقبلوا على الآخرة، ويعملوا بالإسلام عملا موافق لقولهم لا مجرد ادّعاء ..

فقد ذكر الله في كتابه الدنيا وحقيقتها وأنها هي سبب الخسران المبين لمن تعلق بها ولمن أخذها دار قرار ولهو لا دار عبور وعمل حين قال:
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
ولو علم الناس حقيقة هذه الدنيا الفـآنيـة لما ركن إليها أحد .. ولتسابقوا لنيل مرضاة الرحمن والعمل للآخرة .. قال الله تعالى:
{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } ؟!

فما خلقنا في هذه الدنيا وكنا خلفاء فيها إلا لنعبده وحده وليس للّعب واللهو وأن هذا الدنيا هي ماهي الا دار عبور .. قال الله تعالى 
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
فمالي أرى الناس يُدْعَون إلى سبيل ربهم وإلى نجاتهم فيستمسكون بأهوائهم ودنيانهم وشهواتهم ؟!

لم أجد الجواب عندهم، فهم ما لهم إلا المراوغة، والمداهنة ، فلسان حالهم خلاف لسان مقالهم .. ولكني وجدت الجواب عند علام الغيوب العزيز الجبار، حين قال:

{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَـيَاةَ الدُّنْيَـا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ }

فالذي ركن إلى الدنيا، وطال أمله، وتعلق قلبه بها، وبرر فعله المخالف لأمر الله من أجل دنياه وهواه وانتكس، ولم يسلم لله استسلام المحب المطلق، ولم يسمع ويطع، فذاك لا يستوي مع المؤمن الحق، الذي يملؤ قلبه حب الله ورسوله، فالله ورسوله أحب إليه من والده وولده وامه وابيه وماله وعرضه، والذي سمـع وأطـاع، والذي يضحي بدنياه وروحه في سبيل الله، ... لا يستويان مثلا.

قال الله تعالى: 
{ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}
وقال جل وعلا في المؤمن حق الإيمان الذي لا يلهيه عن امر ربه شغل شاغل ولا متاع والذي اسلم لله استسلام مطلق والذي لا يكن في صدره حرج من أمر ربه ونهيه:

{ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِـنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا }
 
{ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا }

فمالي وللدنيا، إنما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح فتــركهـا ..

يتبع إن شاء الله. 

تعليقات

فهرست المقال