الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وصلى اللّٰه على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
لقد أرسل اللّٰه لنا رسوله بالهدى والنور المبين ليتبين لنا سبيل الرشد من سبل الغي، وقد أودع في الأحداث من الآيات والعبر ما يبصر به أولي الألباب وإن دولة تنظيم الدولة التي ظهرت فترة من الزمن وها هي تختفي لحادثة ينبغي لنا كمجاهدين التأمل فيها وأخذ الدروس منها ومراجعة أسلوب تحقيق هدفنا الذي من أجله خرجنا .
إنني حين أكتب عن دولة تنظيم الدولة لا أكتب تشفيا منها أو مزايدة بل أكتب نصحا للمجاهدين في كل مكان حتى لا نقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه التنظيم والذي كما يبدو من قرائن الأحوال أنه لا منتبه له .
قبل البدء في الحديث عن الخطأ الأكبر لتنظيم الدولة أود أن أنبه على أمرين أولهما أنني كنت أحد أمراء التنظيم فترة من الزمن فما أنقل من معلومات أنقله عن علم وليس مجرد سماع .
ثانيا أن تنظيم الدولة أتيح له من المقدرات البشرية والعسكرية والاقتصادية ما لم يتح لغيره وهذا معروف لا ينكره إلا أعمى .
عند البحث عن عوامل سقوط دولة تنظيم الدولة تتبادر أسباب كثيرة كالجهل والتغطرس والظلم ولكن هذه الأسباب رغم وجاهتها لم تكن السبب في سقوط دولته، والسبب الأهم باعتقادي هو عجز تنظيم الدولة عن الخروج من عباءة التنظيم نفسه والذوبان في دولته فلقد ظل تنظيم الدولة محافظا على نفسه في الأماكن التي سيطر عليها تأتيه الناس وتبايعه رغم كونها تحت سلطته وهو أمر خطير يتنافى مع كونه دولة وليس مجرد تنظيم .
إن الإبقاء على تنظيم الدولة في ظل دولته كان كفيلا بعزله عن الناس التي لم تبايعه رغم كونها تحت سلطته ولذلك خاض التنظيم معاركه وحده دون شعبه الذي من المفروض أن يدافع عن دولته .
إن تنظيم الدولة أبقى على نفسه كتنظيم مجبرا على ذلك لسببين أساسيين
أولا أنه أراد كما يريد كثير منا اليوم بناء دولة إسلامية على غير نهج رسول اللّٰه ﷺ في بناء الدولة المسلمة أي الدعوة حتى تكون نواة مجتمع مسلم ثم الجهاد دفاعا عنها ثم الجهاد ليكون الدين كله لله ، فتنظيم الدولة وغيرهم مجاهدون دون مجتمع وهنا مكمن المشكل .
ثانيا الخوف من الاختراق جعل التنظيم يحرص على التحقق من كل منتمي الأمر الذي يستحيل في الدولة .
تعليقات
إرسال تعليق