القائمة الرئيسية

الصفحات


الحمد لله القائل في كتابه العزيز :"يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا" وصلى الله وسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.


أخي الكريم إن ما يحدث في الشام عامة وفي حلب خاصة في هذه الأيام ﻷمر جلل لا يجب أن يمر كما مر غيره من أحداث جسام دون أخذ الدروس والعبر ومعرفة مكمن الخلل، وإلا صارت الكارثة مضاعفة والرزية أعظم، لذلك أدعوك في هذا المقال للتأمل والتفكر بدل التحسر أو التهرب.

أخي الكريم بدل تتبع تخرص وظنون المحليلين الذين هم أشبه ما يكون بالمنجمين، وبدل متابعة تصريحات المسئولين الذين لا يملكون من الأمر شيئا، أدعوك للنور المبين كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لنستنير به ونهتدي به لمعرفة أسباب هذه المأساة وسبل معالجتها وما فيها من دروس وعبر.

إن مأساة حلب اليوم كماساة مسلمي بورما وغيرهما كثير يشهده ما يعرف بالعالم الإسلامي، فهي إذن ليست حادثة معزولة وليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ما دمنا على نفس النهج، لذلك علينا أن ننقاشها مع أخواتها في سياقها العام لمعرفة السبب الحقيقي الذي تسبب للأمة ما هي فيه من الذلة والمهانة.

مأساة حلب، طاغوت يذل أمة

إن ما يفعله نظام الأسد الكافر واربابه الروس بحلب ليس مجرد تدمير مدينة وقتل أهلها بل إذلال كل الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها كبيرها وصغيرها ولا يستثنى منها سوى تلك الطائفة القليلة والقليلة جدا التي تجاهد هذا الطاغوت أو غيره من طواغيت الأرض فهم وحدهم من سلم من هذا الذل والعار الذي لحق الأمة منذ زمن ويتجلى فيما تشهده حلب وفلسطين وبورما وغيرها كثير.

إن ذل الأمة التي يتجلى في حلب وغيرها يجب أن تعرف أسبابه وكيفية علاجه ولا سبيل لذلك سوى الرجوع إلى القرآن والسنة لمعرفة أسباب الذل لنعالجعها علاجا جذريا يعيد لنا هيبتنا وقوتنا ويقذف الرعب في أعدائنا.

دون كثير عنا عندما تبحث في القرآن الكريم عن الذل والمسكنة تجده قد ضرب على اليهود من قبل بسبب واحد لا غير وقد ضرب علينا نحن أيضا لأننا على خطى بني إسرائيل سائرون كما أخبر بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم ولن يشفع لنا إن فعلنا ذات الفعل كوننا خير أمة أخرجت للناس كما أنه لم يشفع لبني إسرائيل أن الله فضلهم على العالمين، فالجزاء من جنس العمل والذل الذي ضرب على بني إسرائيل ضرب علينا لنفس السبب ولا سبيل للخروج مما نحن فيه غير معالجة سبب الذل الأول وحينها يتحقق النصر إن شاء الله.

سبب الذل

ورد في كتاب الله أن سبب الذل والمسكنة هو الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء بغير حيث قال :

 وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.

فهل كفرنا بآيات الله وعصينا واعتدينا؟ نعم وإلا ما ضربت علينا الذلة والمسكنة التي تعيشها الأمة كلها باستثناء الفئة القليلة المجاهدة.

بعد اتضاح السبب سهل العلاج وهو الرجوع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم حرفا بحرف نقطة نقطة دون زيادة أو نقصان، وابدأ أخي من نفسك فاعرضها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وطهر نفسك من البدع فقل أن يسلم منها مرء في أيامنا هذه.


إنك برغبتك عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تكون السبب الأول فيما تعيشه الأمة من ذل ومسكنة، فلا تتباكى على واقع أنت السبب فيه.


author-img
داعية يحاول تقفي أثر الأنبياء في الدعوة

تعليقات

فهرست المقال